حقائق لا تعرفها عن اسبارطة

اسبارطة

تقع اسبارطة فيما يُعرف اليوم باسم "لكونيا" في الجزء الجنوبي من اليونان، وقد كانت اسبارطة في الماضي عبارة عن مجتمع قوي وذو نظامٍ عسكري صارم للغاية، وقد وصلت إلى أوج قوتها بعد هزيمة جارتها أثينا في الحرب البيلوبونيسية بين عامي 431-404 قبل الميلاد، ومن المعروف أن الثقافة الاسبارطية كانت تبجل الولاء والخدمة العسكرية، وكان الاسبارطيون يحثون أولادهم على الدخول في تدريب عسكري منظم بعد وصولهم إلى سن 7 سنوات فقط، وكان حال النساء في اسبارطة أفضل بكثير من مدن يونانية أخرى بفضل الحريات والمزايا والتعليم الذي حصلن عليه، لكن بقي الزواج بالطبع مهم كثيرًا للاسبارطيين بسبب الحاجة الملحة لوجود أولاد ذكور لديهم القدرة على القتال.

حقائق لا تعرفها عن اسبارطة

حاولت أفلام سينمائية كثيرة عرض الحقائق التاريخية بأسلوبٍ مشوق حول المجتمع الاسبارطي، وكان بالطبع فيلم 300 الشهير أحد أبرز هذه الأفلام، لكن هنالك حقائق قد لا تكون على دراية بها حول اسبارطة وطبيعة الحياة فيها، إليك بعضًا من هذه الحقائق:

  • لم يكونوا 300 مقاتل أصلًا: بالغ فيلم 300 كثيرًا في إظهار أن 300 اسبارطي قد حاولوا هزيمة جيش الفرس الكبير؛ فالحقيقة هي أن جيش الملك ليونيداس الاسبارطي كان تعداده 7000 جندي وليس 300 وكان ليونيداس نفسه عمره 60 سنة وليس شابًا ذو عضلات مفتولة! لكن هذا الملك وجيشه قد وقفوا فعلًا بوجه الجيش الفارسي الذي كان تعداد يصل إلى المليون مقاتل!
  • عاملوا أطفالهم بقسوة شديدة منذ ولادتهم: كان الإسبارطيون يغمرون أطفالهم بالنبيذ بعد ولادتهم مباشرة وليس بالماء، ثم كانوا يجلبونهم إلى مجمع الشيوخ من أجل الكشف عن قابليتهم للبقاء أحياء وما إذا كانوا يستحقون التربية أصلًا! وكان الشيوخ غير مكترثين ببكائهم بل إنهم كانوا يقولون لهم " لا تخافوا أي شيء"! والأمر المحزن أكثر أن المدارس في اسبارطة كانت تحث الأطفال الصغار على سرقة الطعام، وفي حال الإمساك بهم متربصين، فإنهم كانوا يتلقون درسًا قاسيًا! وكانوا يعللون هذا الفعل بالقول بأن ذلك يجعل الأطفال أكثر جاهزية للعيش لأيام طويلة دون طعام أثناء الحروب.
  • كانت أعداد العبيد في اسبارطة تفوق بكثير عدد المواطنين الأحرار: تشير الأدلة التاريخية إلا أن عدد العبيد في اسبارطة كان 7 أضعاف عدد المواطنين الأحرار أثناء أوج قوتها في عام 479 قبل الميلاد، وكان مهمة العبيد تتضمن طبخ الطعام، وبناء المباني الضخمة، والتنظيف، وغيرها من الأمور، وكان الرجال الاسبارطيون يسعون إلى جلب مزيدٍ من العبيد عبر التناسل مع نساء العبيد، لكن وللسيطرة على العبيد وضمان عدم تمردهم، كان الاسبارطيون يقومون بجرائم قتل بشعة بحقهم كل سنة!
  • كانت اسبارطة مركزًا للموسيقى والشعر أيضًا: لم تكن اسبارطة معروفة فقط بمجتمعها العسكري، وإنما كانت أيضًا مركزًا للموسيقى والشعر أيضًا، وقد حاول الاسبارطيون الحفاظ على ارثهم الموسيقي إلى درجة أنهم منعوا العبيد من غناء أشعارهم!
  • استخدموا القضبان الحديدة كعملة لهم: لم يضع الاسبارطيون عملة محددة لهم، وإنما استعانوا بالقضبان الحديدية كشكل من أشكال العملات المالية، وقد اعتقد بعض المؤرخين في البداية أن هذا الأمر هو مجرد خرافة، لكن الاكتشافات الأثرية أفصحت عن صحة هذا الأمر.
  • حارب الاسبارطيون في جيش الفرعون المصري: قاد الملك الاسبارطي أجسيلوس الثاني جيشه على الأراضي المصرية وعمل كمرتزقة في خدمة الملك المصري نختنبو الأول لغرض مقاتلة الفرس؛ وذلك عندما سعى الفرس إلى غزو مصر عام 525 ميلادي، لكن حصلت أثناء ذلك دراما تاريخية غريبة عندما انقلب الجيش المصري على الفرعون ووقف الملك الاسبارطي حائرًا بين الأطراف لفترة قبل أن يختار الانضمام إلى الجهة القوية ويقوم بتأمين عرش الفرعون المصري مقابل دفع تكاليف الحماية بالطبع.